الاثنين، 18 فبراير 2013

مؤسسة التعاون الوطني... وخدمة التنمية الاجتماعية

من الذاكرة...
تعتبر مؤسسة التعاون الوطني أول مرفق اجتماعي أسس في مغرب الاستقلال من قبل الملك محمد الخامس طيب الله ثراهة[1] ، وقد اعتمدت مؤسسة التعاون الوطني في بدايتها على الخدمة الاجتماعية كما هو متعارف عليه في ثقافة وتقاليد الشعب المغربي، المرتكزة أساسا على التكافل والتضامن المستمد من الدين الإسلامي.
فمفهوم الخدمة الاجتماعية قد ارتبط مع بداية الاستقلال بالمرجعية الدينية وقيم التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع المغربي، كما استمدت مفهومها العملي من الظروف الاجتماعية والسياسية التي كانت تمر منها البلاد إبان فترة الاستقلال وما خلفته فترة الاستعمار من آثار سلبية على المجتمع المغربي برمته على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
وتعتبر الخدمة الاجتماعية آنذاك وظيفة إنسانية وإحسانية تعالج المشكلات القائمة في مختلف المجالات الاجتماعية، كما تسعى للرفع من قدرات الفرد وتعزيز دوره في المجتمع غايتها في ذلك تحقيق التضامن الاجتماعي.
ولهذه الغاية، أصبح التعاون الوطني أول متدخل مباشر في المجال الاجتماعي أسندت له مهام رعاية ومساعدة الفئات الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول السيدة فاطمة حصار عضو المجلس الإداري للتعاون الوطني: " فمنذ أن تولت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة رئاسة المكتب المركزي لهذه المؤسسة، جعلت من ثقافة التضامن ومساعدة الفئات المعوزة وذوي الاحتياجات الخاصة هدفها الأسمى، حيث عملت سموها آنذاك على إعادة هيكلة العمل الإنساني والخدمات الاجتماعية...".
المجالات الجديدة لتدخل المؤسسة
لقد اقتصرت مهام مؤسسة التعاون الوطني في بدايتها على تقديم المساعدات لنزلاء المؤسسات الاجتماعية والفئات المحرومة، إلا أن هذا الاتجاه الذي كان آنذاك من الضرورات الملحة، تطور في مرحلة موالية في اتجاه أنشطة وبرامج ذات أبعاد اجتماعية متعددة. وأصبح بالتالي التعاون الوطني فاعلا ضروريا في مجموعة من الأوراش التنموية التي فتحت إبان الاستقلال.
كما شمل اهتمام التعاون الوطني رعاية المؤسسات الخيرية ودور المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث عمل على تشجيع إحداث مجموعة من المؤسسات الخيرية بمختلف ربوع المملكة، والتي كان لها دور أساسي في توفير فرص التعليم التي لم تكن متاحة من قبل...
كما استهدفت النزلاء أيضا وتكوينهم بما يمكنهم من العيش الكريم، حيث عملت على احتضان الأطفال الأيتام والذين لا عائل لهم وحمايتهم من التشرد والحرمان والانحراف، فتخرجت من هذه المؤسسات أعداد وافرة من الكوادر والكفاءات الوطنية التي ساهمت بشكل فعال في التنمية الوطنية.
وقد شكلت المعامل التكوينية، التي أحدثت، إطارا جديدا لمفهوم الخدمة الاجتماعية والمبني بالأساس على مبدأ القرب من معانات الفئة المستهدفة، وأصبحت هذه المعامل تقدم خدمات متنوعة لهم بخلق برامج تعتمد أساسا على التكوين في مجالات المهارات والأشغال اليدوية والتدبير المنزلي وتربية الفتاة على الالتزام بالقيم الدينية والخلقية والوطنية، تقول السيدة عائشة المومني:" لقد عايشنا تجربة المعامل التكوينية للتعاون الوطني منذ بدايتها الأولى في مدينة الرباط، فقد كان مركز أبو فارس المريني في حسان نموذجا لتكوين وإدماج الفتيات في المجتمع...".
ولم يقتصر دور التعاون الوطني على دعم مؤسسات الرعاية الاجتماعية، بل تعدى هذه الأهداف إلى ما هو أسمى، حيث مد يد المعونة لضحايا الكوارث الطبيعية كزلزال أكادير والحسيمة وفيضانات الغرب والمناطق الشرقية والمحمدية والمناطق الجنوبية...
تحديث في المنهجية والأهداف
عمل التعاون الوطني على تثمين المجهودات المبذولة في هذا الباب بإشراك القطاعات ذات الاختصاص المرتبط بالتربية والتكوين للحصول على نتائج مرضية. وفي إطار العمل المشترك بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن والتعاون الوطني، وضع الطرفان برنامجا جديدا باسم "دار المواطن"، يرتكز على مبادئ القرب والتشارك والدينامكية المحلية. وتعتبر هذه الأخيرة منتدى وملتقى لمبادرات النسيج الجمعوي الهادفة إلى تنمية الأنشطة المحلية والمساهمة في تأهيل الجماعة المحلية أو الحي السكني أو الدوار.
ونظرا لتفشي ظاهرة التسول وخاصة لدى الأطفال والكبار في سن الإنتاج، انخرط التعاون الوطني بصفة فعالة ضمن الجهود المبذولة للحد من هذه الآفة بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وبتنسيق مع كافة المتدخلين في مجال محاربة التسول، حيث تم وضع إستراتيجية للتدخل ترتكز على ثلاثة محاور، يتعلق الأول بالإدماج الأسري والاجتماعي والاقتصادي لمتسولي الحاجة، والثاني يخص منع ومحاربة التسول الاحترافي واستغلال الأطفال والمعاقين في التسول، والأخير يهتم بمجالات التواصل والتحسيس والتوعية.
طموح مستقبلي
أمام المستجدات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية التي عرفتها المملكة المغربية خلال العقد الأخير، انخرط التعاون الوطني في أهداف الألفية للتنمية من أجل إعادة التفكير في نوعية الخدمات التي يقدمها في شتى الميادين مع اعتماد مقاربة الجودة.
وقصد الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجا، عملت المؤسسة على تقوية وتفعيل تواجدها الترابي، وتكييف برامجها وفقا لخاصيات كل جهة على حدة، استجابة للحاجيات الاجتماعية الضرورية للشعب المغربي.
لقد أعطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية بالغة لموضوع محاربة الهشاشة، بل جعلت منه أحد أركانها الأربعة.
بأن رصدت له إمكانيات ووسائل عمل هامة، مما ساعد التعاون الوطني على دعم تدخلاته وتركيزها أكثر في مجالات محاربة الهشاشة، وذلك باعتماد منهجية جديدة مكنته من تصنيف الفئات المتواجدة في وضعية هشة والتي تم اختزالها في:
• الأشخاص المسنون والمعاقون بدون موارد؛
• النساء في وضعية صعبة والأطفال المتخلى عنهم؛
• الأطفال في وضعية صعبة والشباب بدون مأوى.
• المتسولون والمنحرفون المتسكعون
• قدماء السجناء بدون موارد
ولا شك أن اعتماد إستراتيجية جديدة من شأنه أن يعطي لعمل التعاون الوطني بعدا وعمقا مما يجعل منه فاعلا أساسيا في تحقيق التوازن والتماسك الاجتماعي المنشود.
* اعتماد أسلوب تدبيري موجه نحو النتائج وذلك من خلال مقاربة تعاقدية مع الدولة؛
* التأهيل المؤسساتي ومراجعة اختصاصات التعاون الوطني مع العمل على تطوير مهارات وقدرات الموارد البشرية؛
*مراجعة الجانب التنظيمي حسب نوع التدخل، وذلك بملائمة الخدمة المقدمة مع حاجيات الفئات الاجتماعية المعنية، وتنظيم وتدبير الهندسة الاجتماعية في مجالات تدخل التعاون الوطني، مع إعطاء أهمية للمهام المرتبطة بالتتبع ومراقبة التدبير والجودة، وتطبيق الجهوية بمفهومها الواسع؛
*تقوية مكانة المؤسسة في علاقتها بالمتدخلين في المجال الاجتماعي، وذلك بمواصلة تنفيذ البرامج العادية وتطويرها، مع استمرار دعم الجمعيات الشريكة بما يتماشى وقواعد الحكامة الجيدة؛
* الرفع من إيقاع تحديث أساليب التدبير والتسيير.
وللمؤسسة كلمة
يقول الأستاذ محمد الطالبي مدير التعاون الوطني: " إن مؤسسة التعاون الوطني التي تهدف إلى محاربة آفة الفقر والإقصاء، لتظل معبئة بكل الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة لديها، في إطار من المسؤولية الجماعية لكافة الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين، وفق ما يطمح إليه عاهل البلاد أمير المؤمنين، حفظه الله، لبناء مجتمع متقدم فاعل، قوي الأركان وسليم البنيان، محصن من كل ما من شأنه أن يؤدي إلى سلوكات مؤلمة لا تمت بصلة إلى التسامح و القيم الأخلاقية والحضارية للأمة المغربية..."
من إنجاز الأستاذة عزيزة بزامي
رئيسة تحرير جريدة ميثاق الرابطة
----------
1. وكان ذلك يوم 26 رمضان 1376 الموافق 27 أبريل 1957 بمقتضى الظهير الشريف رقم 099-57-1، ومما جاء فيه: "تحدث مؤسسة خصوصية تحمل اسم (التعاون الوطني) تهدف إلى بذل المعونة والإسعاف على اختلاف وجوهها، ويكون مقرها بالرباط، وتعتبر هذه المؤسسة مصلحة عمومية تتمتع حسب الكيفية المبنية في النصوص الجاري بها العمل بالمنافع والامتيازات التي تخول للمؤسسات ذات المصلحة العمومية. توضع مؤسسة التعاون الوطني تحت إشراف جلالتنا الشريفة..".

الجمعة، 15 فبراير 2013

الوزيرة بسيمة الحقاوي تترأس انطلاق الحملة التضامنية لفائدة مؤسسات الرعاية الاجتماعية والسلطات تغيب عن استقبالها




ترأست الوزيرة بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، يوم الثلاثاء 5 فبراير 2013 بإقليم أزيلال انطلاق الحملة التضامنية لفائدة نزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية وأسرهم، التي تنظمها مؤسسة التعاون الوطني، بتعاون مع إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، ، وفي تصريح ل"البوابة" أكد مندوب التعاون الوطني بالإقليم أن العملية تدخل ضمن عملية تضامنية كبرى تحت شعار "جميعا من أجل مغرب متكافل"، وأوضح أن الهدف الأساسي من الحملة ليس فقط توزيع الأغذية والملابس على نزلاء دور الطالب والطالبة، بل تشجيع التمدرس ومحاربة الهذر المدرسي أيضا، وأضاف أن العمل التضامني لم يعد اختياريا بل أصبح واجبا وطنيا، واعتبر الخطوة تروم إلى تحويل وجهة العمل الاجتماعي التي كانت سابقا تتوصل بها جمعيات المجمع المدني بترخيص من طرف التعاون الوطني، حيث يمكن هيكلتها أكثر بطرق وتقنيات جديدة كأول تجربة تنطلق من إقليم أزيلال، ووعد بتنظيم عمليات مماثلة كل سنة، وبرمج توزيع 177طنا من المواد الغذائية وألبسة بإقليم أزيلال، من المركب الاجتماعي دار الأطفال بمدينة أزيلال، ودار الطالب بواويزغت.

 وتهدف هذه الحملة التضامنية، التي تهدف إلى دعم التمدرس بالعالم القروي والشبه حضري من خلال مؤسسات الرعاية الاجتماعية، إلى المساهمة في الرفع من مستوى خدماتها لما تلعبه من دور مهم في دعم التمدرس من جهة، وإلى المساهمة في التخفيف من حدة الفقر الذي تعاني منه ساكنة المناطق المستهدفة من جهة ثانية، وقالت بسيمة الحقاوي في كلمة ألقتها بدار الثقافة بأزيلال، أن الاستفادة من هذه الحملة التضامنية الأولى من نوعها ببلادنا، تشمل35 مؤسسة رعاية اجتماعية موجودة بالإقليم، ودعت إلى بناء ثقافة جديدة ترسم مناخ الثقة بين كل المتدخلين، وإلى تجبن كل السلوكات الفاسدة التي تحول دون وصول المساعدات إلى مستحقيها كما كان الحال سابقا، ووصفت الخطاب عن الفساد بالخطاب الأسود، وسيتم توزيع مواد غذائية وألبسة على المؤسسات المعنية لفائدة نزلائها، فيما سيتم توزيع مواد غذائية وأغطية وألبسة لفائدة أفراد أسر نزلاء تلك المؤسسات المعنية.

وخصصت الحملة التضامنية لنزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية وأسرهم بالأقاليم التي تعرف ظروفا مناخية قاسية بثلاث جهات بالمملكة، هي أزيلال بجهة تادلة أزيلال، إقليمي مولاي يعقوب وصفرو بجهة فاس بولمان، أقاليم الحاجب، ميدلت، خنيفرة، إفران، بجهة مكناس تافلالت، خصصت لها 550طنا من المواد الغذائية، والألبسة والأغطية ستستفيد منها 6300أسرة وهو مجموع نزلاء 90مؤسسة رعاية اجتماعية بالأقاليم سالفة الذكر، وكلفت لجنة للإشراف على عملية توزيع المساعدات الواردة من نقط الحجز الجمركي، تتكون من مندوب التعاون الوطني، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة كل إقليم، وممثلين عن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، مندوبية الصحة، مصلحة قمع الغش، مندوبية التربية الوطنية، تسهر على الحصص المخصصة لكل إقليم أو مؤسسة وفق حجم المواد المتوصل بها، وفي مراقبة جودتها وصلاحيتها.




خصت الوزيرة المركب الاجتماعي بزيارة قامت خلالها بتوزيع المساعدات التضامنية، كما لبت طلب مدير طالب الطالب والطالبة بالمدينة الذي احتج على استثناء مؤسسة دار الطالب في برنامج الوزيرة، كما سجل خلال عملية انطلاق توزيع المساعدات التضامنية التي أشرفت عليها وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بإقليم أزيلال غياب كلي للسلطات الوصية، وأكدت مصادر متطابقة أن تجاهل عامل إقليم أزيلال لحضور الوزيرة الحقاوي يأتي في ظروف اقتراب موعد انطلاق الحملة الانتخابية الجزئية التي ستنطلق نهاية الشهر الجاري، في الوقت الذي استبعدت مصادر مطلعة تقدم الحزب للانتخابات الجزئية بدائرة دمنات المزمع إجراؤها في 28من شهر فبراير المقبل، ولمحت ذات المصادر أن غياب السلطات في استقبال الوزيرة امتداد لصراع الداخلية والبيجيدي، الذي عرف مؤخرا فصلا جديدا بمنع قافلة تضامنية نظمتها شبيبة العدالة والتنمية إلى جماعة تباروشت، وفي رد الوزيرة عل تساؤل لمنبر أزيلال أونلاين حول وجود مشكل كان وراء غياب العامل و باشا المدينة و رؤساء المصالح الخارجية عن النشاط، تفادت بسيمة الحقاوي الدخول في التفاصيل، و أكدت أنها تنقلت بين دار الثقافة و المركب الاجتماعي في وفد رسمي حضرته السلطة في إشارة إلى سيارة الأمن الوطني.
الصحافي لحسن أكرام